الجمعة، 6 مارس 2009

النفــس والدنيــا

الإنسان مجذوب بطبعه إلى لذائذ الحياة الدنيا ومتاعها ويغتر بها وينسى اسمها "دنيا" من الدنو وينسى أنها فانية فيعمل كأنه يعيش أبدا. لو تمعنا في قول الإمام علي بن أبي طالب ووصفه للدنيا والعمل للآخرة، لسارعنا منذالآن إلى تدارك الوقت قبل أن يفوتنا لنعدّ لآخرتنا.


النفس والدنيا


النفس تبكي على الدنيا وقد علمت **** أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها **** إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه **** وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها **** ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة **** حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
كم من مدائن في الآفاق قد بنيت **** أمست خرابا وأفنى الموت أهليها
إن المكارم أخلاق مطهرة **** الدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها **** والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها **** والصبر تاسعها واللين باقيها
لا تركنن إلى الدنيا وما فيها **** فالموت لا شك يفنينا ويفنيها
واعمل لدار غدا رضوان خازنها **** والجار أحمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها **** والزعفران حشيش نابت فيها

الإمام علي بن أبي طالب