إبراهيم عبد الفتاح طوقان شاعر فلسطيني ولد عام 1905 في مدينة نابلس شمال فلسطين وتوفي عام 1941 إثر مرض لازمه. وهو الأخ الشقيق للشاعرة فدوى طوقان. نادى إبراهيم طوقان بالقومية الوطنية و المقاومة ضد الاستعمار الأجنبي للأرض العربية وخاصة الإنجليزي في القرن العشرين، حيث كانت فلسطين واقعة تحت الانتداب البريطاني. تزوج من سيدة من آل عبد الهادي وله من الأبناء جعفر وعريب. من أشهر قصائده التي كتبها في ثلاثينيات القرن الفائت ، قصيدة "موطني" التي انتشرت في جميع ارجاءالعالم العربي. عمل إبراهيم بالتدريس فكان استاذا في الأدب العربي في جامعة بيروت ومذيعا في إذاعة القدس في فلسطين. ولقد اخترت القصيدة التالية التي أعجبتني وتعبر عن معاناة المدرس مع تلاميذه:
الشاعر المعلم
شوقي يقول وما درى بمصيبتي **** " قم للمعلم وفه التبجيلا"
اقعد فديتك هل يكون مبجلا **** من كان للنشئ الصغار خليلا
ويكاد يقتلني الأمير بقوله: **** "كاد المعلم أن يكون رسولا"
لو جرب التعليم شوقي ساعة **** لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسب المعلم غمة وكآبة **** مرأى الدفاتر بكرة وأصيلا
مئة على مئة إذا هي صلحت **** وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولو أن في التصليح نفعا يرتجى **** وأبيك لم أك بالعيون بخيلا
لكن أصلح غلطة نحوية **** مثلا، ,اتخذ الكتاب دليلا
مستشهدا بالغر من آياته **** أو بالحديث مفصلا تفصيلا
وأغوص في الشعر القويم فانتقي **** ما ليس ملتبسا ولا مبذولا
وأكاد أبعث سيبويه من البلى **** وذويه من أهل القرون الأولى
فأرى (ابن ...) بعد ذلك كله **** رفع المضاف إليه والمفعولا
لا تعجبوا أن صحت يوما صيحة **** ووقعت ما بين البنوك قتيلا
يامن يريد الانتحار وجدته **** أن المعلم لا يعيش طويلا
وقد تميز إبراهيم طوقان بخفة الروح والدعابة، وهذا مقطع من أشعاره التي تعكس هذه الصفة فيه :
وطبيب، رأى صحيفة وجهي **** شاحبا لونها، وعودي نحيفا
قال : لا بد من دم لك **** نعطيه نقيا ملء العروق عنيفا
لك ما شئت يا طبيب ولكن **** أعطني من دم يكون خفيفا
ومن أروع ما كتب ابراهيم طوقان الشعر الوطني الذي ينبض بحب الوطن والغيرة عليه. اخترت لكم هذه الأبيات المؤثرة:
وطن يباع ويشترى **** وتصيح فليحيى الوطن؟
لو كنت تبغي خيره **** لبذلت من دمك الثمن
ولقمت تضمد جرحه **** لو كنت من أهل الفطن
وهذا النشيد الوطني كتبه الشاعر إبراهيم طوقان ولحنه اللبناني محمد فليفل فكان النشيد الوطني الفلسطيني إلا أنه لم يدم فترة طويلة بسبب الوضع السياسي السائد، لذا أصبح النشيد الوطني "غير الرسمي".
مــوطنــي (استمع)
مَــوطِــنــي مَــوطِــنــي
الجـلالُ والجـمالُ والسَّــنَاءُ والبَهَاءُ
فـــي رُبَــاكْ فــي رُبَـــاكْ
الحـياةُ والنـجاةُ والهـناءُ والرجـاءُ
فــي هـــواكْ فــي هـــواكْ
هـــــلْ أراكْ هـــــلْ أراكْ
سـالِماً مُـنَـعَّـماً وَ غانِـمَاً مُـكَرَّمَاً
هـــــلْ أراكْ فـي عُـــلاكْ
تبـلُـغُ السِّـمَـاكْ تبـلـغُ السِّـمَاك
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
الشبابُ لنْ يكِلَّ هَمُّهُ أنْ تستَقِـلَّ أو يَبيدْ
نَستقي منَ الـرَّدَى ولنْ نكونَ للعِــدَى
كالعَـبـيـــــدْ كالعَـبـيـــــدْ
لا نُريــــــدْ لا نُريــــــدْ
ذُلَّـنَـا المُـؤَبَّـدا وعَيشَـنَا المُنَكَّـدا
لا نُريــــــدْ بـلْ نُعيــــدْ
مَـجـدَنا التّـليـدْ مَـجـدَنا التّليـدْ
مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
الحُسَامُ و اليَـرَاعُ لا الكـلامُ والنزاعُ
رَمْــــــزُنا رَمْــــــزُنا
مَـجدُنا و عـهدُنا وواجـبٌ منَ الوَفا
يهُــــــزُّنا يهُــــــزُّنا
عِـــــــزُّنا عِـــــــزُّنا
غايةٌ تُـشَــرِّفُ و رايـةٌ ترَفـرِفُ
يا هَـــنَــاكْ فـي عُـــلاكْ
قاهِراً عِـــداكْ قاهِـراً عِــداكْ
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
الجـلالُ والجـمالُ والسَّــنَاءُ والبَهَاءُ
فـــي رُبَــاكْ فــي رُبَـــاكْ
الحـياةُ والنـجاةُ والهـناءُ والرجـاءُ
فــي هـــواكْ فــي هـــواكْ
هـــــلْ أراكْ هـــــلْ أراكْ
سـالِماً مُـنَـعَّـماً وَ غانِـمَاً مُـكَرَّمَاً
هـــــلْ أراكْ فـي عُـــلاكْ
تبـلُـغُ السِّـمَـاكْ تبـلـغُ السِّـمَاك
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
الشبابُ لنْ يكِلَّ هَمُّهُ أنْ تستَقِـلَّ أو يَبيدْ
نَستقي منَ الـرَّدَى ولنْ نكونَ للعِــدَى
كالعَـبـيـــــدْ كالعَـبـيـــــدْ
لا نُريــــــدْ لا نُريــــــدْ
ذُلَّـنَـا المُـؤَبَّـدا وعَيشَـنَا المُنَكَّـدا
لا نُريــــــدْ بـلْ نُعيــــدْ
مَـجـدَنا التّـليـدْ مَـجـدَنا التّليـدْ
مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
الحُسَامُ و اليَـرَاعُ لا الكـلامُ والنزاعُ
رَمْــــــزُنا رَمْــــــزُنا
مَـجدُنا و عـهدُنا وواجـبٌ منَ الوَفا
يهُــــــزُّنا يهُــــــزُّنا
عِـــــــزُّنا عِـــــــزُّنا
غايةٌ تُـشَــرِّفُ و رايـةٌ ترَفـرِفُ
يا هَـــنَــاكْ فـي عُـــلاكْ
قاهِراً عِـــداكْ قاهِـراً عِــداكْ
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
عن كتاب "أخي إبراهيم" 1946
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق